تعد الرياضة أحد الأنشطة الإنسانية المهمة، فلا يكاد يخلو مجتمع من المجتمعات
الإنسانية من شكل من أشكال الرياضة، بغض النظر عن درجة تقدم أو تخلف هذا
المجتمع، ولقد عرفها الإنسان عبر عصوره وحضاراته المختلفة، وإن تفاوتت
توجهات كل حضارة بشأنها، فبعض الحضارات اهتمت بالرياضة لاعتبارات عسكرية
سواء كانت دفاعية أو توسعية، والبعض الآخر مارس الرياضة لشغل أوقات الفراغ،
وكشكل من أشكال الترويح، بينما وظفت الرياضة في حضارات أخرى كطريقة
تربوية، حيث فطن المفكرون التربويون القدماء في إطار القيم التي تحفل بها الرياضة
وقدرتها الكبيرة على التنشئة والتطبيع وبناء الشخصية الاجتماعية المتوازنة، ناهيك
عن الآثار الصحية التي ارتبطت منذ القدم بممارسة الرياضة وتدريباتها البدنية،
وهو المفهوم الذي أكدته نتائج البحوث العلمية حول الآثار الوظيفية والصحية على
المستوى البيولوجي للإنسان. الصحة والكفاءة في العمل وانجازاته من أهم ما يملكه
الإنسان من قيم في صراعاته مع الحياة وتحقيق الهناء والنجاحات في هذه الصراعات.
ومن أبسط الوسائل التي تساعد على الاحتفاظ بصحة الجسم وتبعث فيه النشاط والطاقة
الممارسة اليومية لحركات (تمارين) رياضية مع تدليك ذاتي ومراعاة القواعد الرياضية
في التغذية والنوم والتنفس وتعريض الجسم للهواء والشمس وهذا كله يشكل الأطار
العام لما تحتويه فقرات هذا البرنامج.
وممارسة التمارين الرياضية يومياً خاصة في الفترة الصباحية تكلف غير المتعود
في البداية مجهود للتغلب على روتين التكاسل المعتاد غير أن ما يشعر به بعد بدء
الممارسة بأيام قليلة من نشاط ومظهر الصحي يشجعه ويحبب إليه الاستمرار في
الممارسة لتصبح عملية روتينية مرغوبة خصوصاً بعد ن يقارن بين واقعه المكتسب
هذا وبين ما كان عليه قبل الممارسة من شحوب في الوجه وفقدان للنشاط
الجسماني والنفساني.